أنهم لو بقوا على الأرض مائة عام أو نحوها ولم يمت منهم أحد لضاقت بهم
الأرض ، ولماتوا جوعا ، ولأكل الابن أباه ، ولأصبحت الأرض منتنة قذرة ، ولهلك
الناس جميعا ، وأن أكل كواسر الطير لصغارها ليخلوا الجو والأرض من الحيوان
المزدحمة ، ولو لا ذلك لأصبحت الأرض مضرة بالناس والحيوان ، فاقتناصها رحمة ونعمة
على الناس.
وأن خرق
السفينة التي هى لمساكين أشبه بموت بقرة فلاح فقير بجانبه رجل غنى لم تصب بقرته
بسوء ، وذلك إنما يكون لحكم لا يعلمها إلا الله ، وقد يكون منها أن الفقير حين
موته يخرج من هذا العالم خفيفا لا يحزنه شىء ، وأن الغنى إذا لم يهذب نفسه تكون
روحه مجذوبة إلى هذا العالم متطلعة إلى ما فيه ، فيصير فى حسرة حين موته.
وأن ذكر الجدار
وإقامته تشيران إلى كل من نرى أنه ليس أهلا للنعمة ظاهرا وقد أغدقت عليه ، فأهل
هذه القرية اللؤماء الأشحاء ليسوا أهلا للإكرام.
وخلاصة ما قاله
الخضر : إن هذه الأعمال ليست من جنس أعمال الناس ، بل هى من أعمال الله ، وإنما
كنت واسطة فيها ، فهى نماذج لفعل ربكم فى هذه الحياة.